فيسبوكي - facebokky Headline Animator

Saturday, September 10, 2011

يبدو لي أن سياسة ضرب الأطفال مفيدة



" يبدو لي أن سياسة ضرب الأطفال مفيدة "



.. ومن جديد دوى صوت صديقة ابنتي:
ـ"عمو.. ما معنى (آي آم جاي)؟"
ـ"هه؟"
ـ"لقد قالوها ثانية.. "

فكرت لربع ثانية، ثم قلت على الفور:
ـ"معناها أنه مصاب بصداع.. نعم.. البطل لم يضربه لأنه مصاب بصداع.."
هنا قال واحد جالس خلفي في السينما بلهجة معلم الأجيال الذي لا يطيق أن يسمع أحدًا يهذي بما لا يعلم:

ـ"لا مؤاخذة يا أستاذ.. (جاي) ليس معناها أنه مصاب بصداع.. بل معناها....."
استدرت له موشكًا على لكم فمه، وقلت بغلظة:
ـ"بل هي كذلك.. ولتعن بشئونك الخاصة من فضلك"

هنا قالت ابنتي بصوتها الرفيع العالي:
ـ"ما معناها إذن؟.. هذا الرجل الجالس خلفنا يقول إنها لا تعني الصداع"
ـ"سوف أشرح لك فيما بعد.. تابعي الفيلم.. تابعن الفيلم يا بنات وإلا هشمت رءوسكن.. لن تتأثر حبكة الفيلم أو يفسد لو عرفتن معنى كل كلمة.. "
ـ"ولكن.."

ـ"ش ش ش ش!!.. لو سمعت كلمة أخرى لغادرت السينما.."
هكذا ظللن يشاهدن الفيلم في تعاسة شاعرات أن الكلمة التي لم يفهمنها هي ذروة الفيلم وحلاوته وأجمل ما قيل فيه. أما أنا فتمنيت لو أحضرت الأخ كاتب السيناريو من عنقه لأسدد له بعض اللكمات.. ألم تقل يا أخ إن الفيلم كوميدي ومناسب للأطفال؟.. إذن لماذا تحشر فيه هذه الألفاظ؟.. سوف أحطم رأسه حتى لو قال لي (آي آم جاي) ألف مرة..

انتهى الفيلم فخرجنا.. كان رأسي ينبض كالطبل وأصاب ضوء الشارع شبكيتي بشلل تام. تحسست رأسي وقلت لابنتي:
ـ"صداع عنيف فعلا ً"
هنا رأيتها تفكر قليلاً.. تستعمل الضمائر كما تعلمتها في المدرسة وتحاول تكوين جملة جديدة. ثم صاحت في مرح بصوت سمعه كل الخارجين من السينما:
ـ"بابا.. أنت عندك صداع.. إذن.. يو آر جاي!"

وانتظرت أن أهلل انبهارًا بعبقريتها. طبعًا لن أحكي عما حدث بعد هذا لأن لك خيالاً واسعًا، لكني أقولها بوضوح: أنا لا أصلح أن أكون أبًا متفهمًا حنونًا كما كنت أعتقد في نفسي. يبدو لي أن سياسة ضرب الأطفال مفيدة وتؤتي أكلها في أحيان كثيرة.




لــ احمد خالد توفيق

No comments:

Post a Comment